إيلاف من الرياض وشرم الشيخ (مصر ) وكالات: اتفقت المملكة العربية السعودية وسورية خلال المباحثات التي جرت بينهما اليوم (الخميس) في الرياض على ضرورة تطبيق اتفاق الطائف والتنسيق مع الحكومة اللبنانية . وقالت مصادر قريبة من المباحثات التي جرت بعد ظهر اليوم بين ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارته الخاطفة للرياض إن الجانبين اتفاق على ضرورة خروج القوات المسلحة السورية من بيروت طبقا لاتفاق الطائف للوفاق الوطني (1989) التي نصت على تمركز القوات السورية في منطقة البقاع (شرق) لكنها لا تحدد جدولا زمنيا للانسحاب الكامل لهذه القوات الذي ترك للاتفاق بين الحكومتين اللبنانية والسورية.
وأضافت المصادر أن الجانبين السعودي والسوري اتفاقا أيضا" على خروج القوات السورية من لبنان على مراحل "ملمحة أنها من الممكن أن" تبدأ في الانسحاب خلال الأيام القليلة المقبلة بالاتفاق مع الحكومة اللبنانية". وقال المصادر أن الرئيس السوري بشار الأسد أكد خلال مباحثاته مع الأمير عبد الله بن عبد العزيز على أن"موضوع اتفاق الطائف والانسحاب..مقرر وهو جزء من السياسة السورية ". وتتعرض سوريا لضغوط متزايدة لتسحب سوريا حوالي 14 ألف جندي تنشرهم في لبنان. وقد تلقت واشنطن وباريس بحذر إعلان بشار الأسد عزمه سحب قواته من لبنان "في الأشهر المقبلة".
وأضافت المصادر أن الأسد أكد لولي العهد السعودي أن بلاده تبذل ما في وسعها لكشف الغموض حول مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ملمحا إلى أن الرئيس الأسد وعد بمعاقبة المسؤولين الأمنيين السوريين في لبنان " إذا ثبت تورطهم " في عملية اغتيال الرئيس الحريري . وشدد الجانبان السعودي والسوري على ضرورة" الحفاظ على وحدة لبنان بعيدا عن أي ولاء طائفي".
وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل قال في مقابلة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن رئيسا للوزراء (اللبناني السابق رفيق الحريري) قتل والقوات السورية منتشرة في لبنان، وهناك مسؤولية ليس فقط على الحكومة اللبنانية بل أيضا على الحكومة السورية المطالبة بأن تشرح كيف حصلت الحادثة".
وأعتبر الفيصل أن "إبلاغ الحكومتين اللبنانية والسورية الأمين العام للجامعة العربية بقبولهما بمحقق من الأمم المتحدة هو خطوة أولى جيدة لكنها قد لا تكون كافية لأن الجميع يتطلعون إلى البحث بشفافية عن الجهة المذنبة وإلى رد سريع على تلك الجريمة".
وقال الفيصل "ننصح لبنان ليضمن استقلاله أن يتم التحقيق السريع للوصول إلى الجاني ومعاقبته لان المشاعر ملتهبة ليس فقط في لبنان وإنما في العالم العربي".وأضاف "وإلا فان الأمر يسير سيرا لا تحمد عقباه لا عربيا ولا دوليا".
ووصفت وكالة الأنباء السعودية الرسمية المباحثات التي جرت بين الأمير عبدالله والأسد بأنها بناءة ومثمرة وقالت "تم خلال المباحثات البناءة والمثمرة التي جرت بين الجانبين السعودي والسوري بحث مجمل الأحداث والتطورات على الساحات العربية والإسلامية والدولية إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمه وتعزيزه في جميع المجالات بما يخدم مصالحهما المشتركة.
حضر الاجتماع من الجانب السعودي وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل . وحضره من الجانب السوري وزير الخارجية فاروق الشرع. و غاد الرئيس السوري بشار الأسد الرياض بعد زيارة دامت عدة ساعات .

مصر والسعودية
وفي شرم الشيخ بحث الرئيس المصري حسني مبارك اليوم امع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل "صيغة توفيقية بين اتفاق الطائف وقرار مجلس الامن 1559" لتسوية الازمة اللبنانية السورية فيما توقعت قطر ان تقوم دمشق "عاجلا بمعاجلة حكيمة" للوضع.
وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية سيمان عواد ان مبارك والفيصل بحثا في امكانية تسوية الازمة من خلال "محاولة التوصل الى صياغة توفيقية او تزواج بين اتفاق الطائف والقرار 1559".
ولكن عواد اعتبر انه لا فارق كبير بينهما ولا يهم ايهما سيكون اساسا للحل. وقال ان "اتفاق الطائف والقرار 1559 يصبان في خانة واحدة ويؤديان الى نفس النتيجة (الانسحاب السوري من لبنان) ولا يهم ان يتحقق ذلك عن طريق اتفاق الطائف او القرار 1559 وانما المهم تخفيف الضغوط التي تمارس على سوريا".
وفي القاهرة، قال وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم في تصريحات على هامش اجتماعات وزراء الخارجية العرب ان امير قطر حمد بن خليفة ال ثان الذي زار دمشق "وجد وعيا بكل الامور وتفهما للوضع وحرص على عد التصعيد وايجاد حل للقضية يرضي جميع الاطراف".
واضاف بن جاسم "اعتقد ان هناك حكمة في معالجة الموضوع (من جانب سوريا) ستظهر قريبا وعاجلا".
وردا على سؤال حول امكانية قيام الامم المتحدة بدور في تنفيذ القرار 1559، قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية ان "مجلس الامن وهو الجهاز الرئيسي للامم المتحدة المختص بالحفاظ على الامن والسلم الدوليين اصدر قرارا تضمن في احكامه آليات للتعامل مع تنفيذه وكلف السكرتير العام للامم المتحدة بان يرفع تقريرا الى اعضاء المجلس عن التقدم الذي تم احرازه وتنفيذ احكام القرار خلال شهر ابريل/نيسان المقبل". واضاف ان "هناك آلية ودورا للامم المتحدة" من منظور القرار. واعتبر عواد ان "الدور المصري والدور السعودي والعلاقات التي تربط البلدين معا وتربطهما بسوريا ولبنان تتيح لهما ممارسة دور فاعل لاحتواء الازمة الحالية".
وتابع "الكل يعمل على تخفيف الضغوط التي تمارس على سوريا والكل مهتم بالا تؤدي تداعيات اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق الى منزلق يعيد الى الاجواء فترة مظلمة من تاريخ لبنان الشقيق" في اشارة الى الحرب الاهلية اللبنانية (1976-1989).
واضاف ان "الهدف من التنسيق المصري السعودي هو تخفيف الضغوط على سوريا".
ومنذ اغتيال رفيق الحريري في 14 شباط (فبراير ) الماضي، تواجه دمشق ضغوطا متنامية بسبب تصاعد مطالب المعارضة اللبنانية بسحب القوات السورية اضافة الى اشتداد الضغط الدولي عليها لتطبيق القرار 1559 الذي يدعو كذلك الى سحب هذه القوات من لبنان. وكان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط كشف امس ، بعد اجتماع مع نظيره السعودي، عن ان مشاورات تجري حاليا حول احتمال قيام الامم المتحدة بدور في "آلية لتنفيذ" الانسحاب السوري من لبنان وفقا للقرار 1559 مؤكدا ان مصر "تشجع سوريا على تسوية الوضع المحيط بلبنان في اسرع وقت ممكن". وقال ابو الغيط "المنطقي، ولما كان القرار 1559 صادر عن مجلس الامن فان تنفيذه بالتالي يتم (في اطار) العلاقة السورية اللبنانية مع الامم المتحدة".
من جانبه المح مبارك امس الى ضرورة انسحاب سوري "كامل" من لبنان وتحفظ عن التعليق على تصريحات الرئيس السوري بشار الاسد التي اكد فيها عزمه سحب قواته من لبنان "خلال الاشهر المقبلة" مؤكدا انه يريد ان يعرف اولا "مدى" هذا الانسحاب.
وردا على سؤال للصحافيين عما اذا كان اعلان الاسد استعداده الانسحاب من لبنان كافيا لتحقيق ارتياح دولي وتخفيف الضغوط على سوريا، قال مبارك "لا استطيع أن أقول شيئا حتى التقي مع الرئيس بشار، وأعرف ما هو حد (مدى) هذا الانسحاب".
واضاف "لقد تحدثت مع الرئيس بشار فى الانسحاب منذ سنتين، لانني كنت أخشى ما حدث من ضغوط حالية وأتمنى أن تمر العملية بسلام".
يذكر ان اتفاق الطائف يقضي بانسحاب القوات السورية من لبنان بمقتضى اتفاقية يتم التفاوض عليها بين الحكومتين السورية واللبنانية من دون ان يحدد جدولا زمنيا لهذا الانسحاب.